اياك ان تكون مثل هذا الصياد .....؟

قصة صياد السمك

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام علي أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين

أما بعد

حكاية اليوم هي حكاية رجل كان يعمل في صيد السمك، يصطاد ثم يأخذ السمك إلى أهله فإذا كانوا في حاجة إليه اتخذوه طعاماً، وإلا باعوه وانتفعوا بثمنه، ثم يصطاد غيره، وهكذا ينال رزقه يوما بيوم،

إلى أن قالت له زوجته يوما:

لقد رأيت في قلب السمكة شيئاً عجيباً!

رأيت لؤلؤة!

فأخذ اللؤلؤة وذهب إلى بائع اللؤلؤ أو الجواهرجي في بلده،

فقال: هذه اللؤلؤة من النوع النادر وهي غالية جداً، وأنا لا أملك ثمنها،

أنصحك أن تذهب فتبيعها لكبير التجار،

فذهب إلى كبير التجار،

فانبهر التاجر الكبير وقال له: هذه اللؤلؤة غالية جداً ولا أستطيع أن أدفع لك ثمنها، أنصحك أن تذهب بها للوالي فهو الذي يُقّدِّر قيمتَها ويستطيع أن يدفع ثمنها،

قال الوالي: أنا أبحث عن هذه اللؤلؤة من زمن بعيد، وهي ممتازة جداً، وأنا لن أحدد لك كم أعطيك؟

لكن ادخل قصر الملك لمدة ست ساعات، اجمع من خزائني ما شئت، وخذ كل ما تستطيع حمله مما تقع عليه عينك، مقابل هذه اللؤلؤة.


دخل صاحبنا فرأى الدنيا مليئة بالخيرات، من ذهب وجواهر وأموال وثياب وأطعمة وأشربة وما شاء الله،

فقال: ست ساعات مدة طويلة، يكفيني ساعة أو ساعتان لحمل كل ما أستطيع حمله، فلأنتهز هذه الفرصة لأستمتع

بالتجول في هذا القصر والتمتع بما فيه من خيرات.

وأقبل على الطعام الفاخر وحدثته نفسه بأنه إذا تزوَّد من هذا الطعام الطيب كان جسمه أقوى على حمل الكثير من الأموال.

فلما فرغ من تناول الطعام الشهي واتجه لحمل ما يحب من الأموال مرّ على جناح النوم الفاره في القصر، فحدثته

نفسه أن يستريح مدة يسيرة على سرير من هذه السرر الناعمة؛ حتى يقوم أشد وأقوى وأقدر على حمل أكبر قدر من

الأموال، وذهب فاستلقى على أحد الأسرة، وما هي إلا لحظات حتى غلبه النوم، وإذا به يفاجأ بمن يوقظه، ويذكر له

أن المدة الممنوحة له قد انتهت وعليه أن يغادر القصر فوراً، وأدرك أن الفرصة الكبرى قد أفلتت من بين يديه، فجعل

يبكي ويعض يده ندماً، ولكن هيهات أن يعيد البكاء والندم الفرصة الضائعة.


هذه هي حقيقة الإنسان، حين خرجنا إلى الدنيا أعطانا الله تبارك وتعالى لؤلؤة غالية وهي العمر،

وجعل لنا ميعاداً للقدوم عليه لا مجال لمخالفته: )لِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ إِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ فَلَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُون( (يونس: 49)

ونبهنا تبارك وتعالى إلى قيمة هذه اللؤلؤة ودعانا لاستثمارها في شراء جنة عرضها السموات والأرض، فيها ما لا عين رأت، ولا أذن سمعت، ولا خطر على قلب بشر، وأودع فيها من أصناف النعيم ما يحرك النفوس شوقا إليها، وأرسل الرسل وأنزل الكتب لتوجيه الخلق إلى أسباب الحصول عليها، وجعل الطريق إليها محفوفا ببعض التكاليف التي تحتاج لهمة وعزيمة، فاجتهد الموفقون، ونام المخذولون.

عن أبي هريرة t قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «لَمَّا خَلَقَ اللهُ الْجَنَّةَ قَالَ لِجِبْرِيلَ: اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا. فَذَهَبَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا (رأى أشياء من النعيم لا تخطر علي البال) ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ وَعِزَّتِكَ لاَ يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ إِلاَّ دَخَلَهَا، ثُمَّ حَفَّهَا بِالْمَكَارِهِ ثُمَّ قَالَ: يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَذَهَبَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا (فرأى المكاره) ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لاَ يَدْخُلَهَا أَحَدٌ». (وفي المقابل) قَالَ: «فَلَمَّا خَلَقَ اللهُ النَّارَ قَالَ: يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا. فَذَهَبَ فَنَظَرَ (رأي المقامع والأغلال والسلاسل والعذاب) ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: أيْ رَبِّ وَعِزَّتِكَ لاَ يَسْمَعُ بِهَا أَحَدٌ فَيَدْخُلُهَا. فَحَفَّهَا بِالشَّهَوَاتِ، ثُمَّ قَالَ: يَا جِبْرِيلُ اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا. فَذَهَبَ فَنَظَرَ إِلَيْهَا ثُمَّ جَاءَ فَقَالَ: أَيْ رَبِّ وَعِزَّتِكَ لَقَدْ خَشِيتُ أَنْ لاَ يَبْقَى أَحَدٌ إِلاَّ دَخَلَهَا» ( أخرجه أبو داود، ك: السنة، ب: في خلق الجنة والنار 4/236 (4744)، والترمذي-وقال: حسن صحيح- 4/598 (2560)، وأحمد: 2/332 (8398).

نحن يا إخواني في فرصة في هذه الحياة لمن أراد أن يربح الجوهر الأغلى وهو الجنة،
ومسك الختام قول الحق جل وعلا: )زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآَبِ. قُلْ أَؤُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذَلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَأَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوَانٌ مِنَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ. الَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا إِنَّنَا آَمَنَّا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَقِنَا عَذَابَ النَّار. الصَّابِرِينَ وَالصَّادِقِينَ وَالْقَانِتِينَ وَالْمُنْفِقِينَ وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالْأَسْحَارِ( (آل عمران: 14-17).

وصلى الله وسلم وبارك علي نبينا محمد وعلي آله وصحبه أجمعين

بارك الله فيك اخي ابو مجاهد

وجزاك الله خيرا


واشكر مرورك الطيب

وشرفني مرورك وقرائتك للموضوع

بارك الله فيك اخي ابو سليمان


وجزاك الله خيرا


واشكر مرورك الطيب

بارك الله فيك اخت نور الجنة

وجزاك الله خيرا

واشكر مرورك الطيب