أشرف الاعمال
كان لرجل غني ثلاثه أولاد، فلما أحس باقتراب أجله أحضرهم، وقسم امواله بينهم بالسويه، ولم يستبق الا (ماسة كبيره) غاليه الثمن، فانه أبقاها عنده وقال لاولاده :هذه الجوهره قد جعلتها لمن أتى منكم عملا شريفا في حياته حتى يومنا هذا، فأخذ كل يفكر فيما عمله كى ينال تلك المكافأه.
فقال كبيرهم، كان لى صديق، أودع عندي مالا وسافر سفرا طويلا، دون ان يشهد أحدا او يأخذ وثيقه تثبت حقه.
ثم عاد بعد غيبة طالت وكنت في حاجه الى هذا المال، لكنه حين طلبه منى رددته اليه دون مماطله،فقال الوالد :حسنا فعلت يا ولدى.
وقال الثانى :لقد كنت ماشيا على ضفه نهر، فنظرت طفلا وقع فيه، وقد أشرف على الغرق، فقذفت بنفسى في الماء وراءه، وأخذت أغالب الامواج حتى أنقذته بعد محاولات وصراعات مع الامواج، وعدت به الى الشاطئ سالما وسليما، ولا تدرى كم كانت فرحة أمه بنجاته!
فقال الاب : هذا عمل تستحق عليه الشكر!
وقال الثالث، وهو أصغرهم، كان لى عدو يكرهني ويريد موتي وهلاكي، ولو تمكن مني لقتلني!
وبنما أنا سائر ذات يوم اذ رأيته نائما على حافة هوة عميقة، لوتحرك أدنى حركه لسقط فيها وانتهى أجله وقلت في نفسى: انه يستحق ان أتركه يسقط فيهلك،فأتخلص من شره ... ولكن نداء الخير في نفسى تحرك على الفور، وتغلب على تلك الافكار الشريره فبادرت اليه بخفه، وأيقظته بلطف ونجيته مما كان يتهدده.
ترى لمن حكم الاب بالماسه ؟ وما رأيك أنت فيمن يستحقها؟
لقد قال الاب في حيثيات حكمه للثالث اصغرهم بعد أن اهتز طربا من كلامه، وعانقه: لقد أحسنت أنت ياولدي كل الاحسان وفقت أخويك في هذا الشأن، حيث أطفأت نار الحقد من قلبك، وعفوت عن عدوك، فأنت الذي أتيت بأشرف الاعمال وبهذا تستحق الجائزة !! [/center][/color]