بين الديك... والدجاجة...

بين الديك والدجاجة

أيهما أفضل :الداعية في ميدانه أم الزاهد في محرابه ؟

التقي ديك ودجاجة في حظيرة وتحاورا

الدجاجة : كف عن صياحك أيها الديك فإن صوتك قبيح .

الديك : ويحك !! صوتي هو الذي يوقذ النائمين ويؤنس العباد والقائمين ويبعث الروح في الكسالي والخاملين فكيف يكون قبيحا ؟

الدجاجة : كفاك فخرا بنفسك فلي صوت كصوتك .

الديك : وهل يقظة كغفلة ؟ في الاسحار أصيح وانت في الاحلام ، واهتف والناس نيام ويكفيني فخرا ان خير الخلق صلي الله عليه وسلم كان إذا سمع صوتي وثب .

الدجاجة : لكن قوما أزعجهم صوتك فانهالوا عليك بالشتم
والسباب .

الديك : أموات غير أحياء أما سمعوا أمر الرسول صلي الله عليه وسلم (( لا تسبوا الديك فإنه يوقظ للصلاة ))

الدجاجة : فما بال طلب الناس علي أكثر ؟

الديك : تخدمين دنياهم فيكافئونك بالذبح ، وأخدم آخرتهم فيكرمونني بالمدح وعند مس النار يبين الفرق .

أخي المسلم أختي المسلمة :

إن خير الناس أنفعهم للناس

هذا ما تعنيه هذه القصة الطريفة

واسمع إلي رسول الله صلي الله عليه وسلم وهو يقول
: (( من دعا إلي هدي كان له من الأجر مثل أجور من تبعه لا ينقص ذلك من أجورهم شيئا ))

هل فكرت قليلا وسألت نفسك :
إلي من يرجع ثواب هدايتك إلي الاسلام ؟

يتبادر إلي ذهنك فورا آباؤنا وأمهاتنا والاجداد والجدات
ثم من بعدهم ومن ورائهم وصولا إلي الصحابه الكرام الذين فتحوا البلاد ونشروا فيها الإسلام والذي ما نحن إلا بعض حسناتهم وما من حسنة يعملها أهل الإسلام في مصر او غيرها من البلاد إلا وضع لهم مثلها في ميزان حسناتهم .

مات هؤلاء الكرام وبليت أجسادهم ومع ذلك لا زال ملك حسناتهم يكتب ويسجل في صحائف أعمالهم ما لا يحصي من عظيم الأجر وسيظل يسجل ويسجل إلي أن يرث الله الأرض ومن عليها

وهل هؤلاء الفاتحون وأشباههم إلا بعض حسنات رسول الله صلي الله عليه وسلم ؟!

أخي المسلم أختي المسلمه
هل تريد أن تنال بعض ما نالوا ؟

هل تريد أن يستمر ملك حسناتك في كتابة حسناتك بعد مماتك ؟

إذا أردت ذلك فدل الناس إلي الخير
ابذل كلمة طيبة تنبت لك شجرة طيبة أصلها ثابت في جذر القلب وفرعها بازغ في سماء الأجر تؤتي أكلها كل حين في الدنيا قبل الآخرة بإذن ربها .

إذا علمت أخا لك آية من كتاب الله ظل ثوابها يسجل في صحيفتك كلما قرأها فكيف لو تدبرها ؟

إذا حضر معك مجلسا إيمانيا أو صلي معك صلاة ليل فكانت سببا في صلاحه كتب لك مثل ما عمل من صالحات بقية حياته فكيف لو دعا غيره ؟

إذا اهديته كتابا أو شريطا فعمل بما فيه نلت مثل أجره فكيف لو أسمعه أهل بيته ؟

فبالله كيف تغفل عن هذا الثواب ؟
وكيف تزهد في هذا الكنز ؟

فاعلم أخي المسلم وأختي المسلمه
أن الدال علي الخير كفاعله