موضوع: هل نحن أشباه يوسف عليه السلام .......؟ الأربعاء مايو 13, 2009 7:11 am
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه.
حكاية اليوم: حكاية شاب تعرض للفتنة، فصبر وعف، كما فعل يوسف عليه السلام.
قال حصين بن عبد الرحمن: بلغني أن فتىً من أهل المدينة كان يشهد الصلوات كلها مع عمر بن الخطاب رضي الله
عنه، وكان عمرُ يتفقَّده إذا غاب، فعشقتْه امرأةٌ من أهل المدينة، فذكرتْ ذلك لبعض نسائها،
فقالت: أنا أحتال لكِ في إدخاله عليك. فقعدتْ له في الطريق،
فلما مرَّ بها قالت له: إني امرأةٌ كبيرةُ السن وليَ شاةٌ لا أستطيع أن أحلبَها، فلو دخلت فحلبتَها لي!
وكانوا أرغبَ شيءٍ في الخير، فدخل، فلم يَرَ شاةً،
فقالت: اجلس حتى آتيك بها، فإذا المرأةُ قد طلعتْ عليه، فلما رأى ذلك عَمَدَ إلى محراب في البيت، فقعد فيه،
فأرادتْه عن نفسه، فأبى وقال: اتقي الله أيتها المرأة. فجعلت لا تكف عنه، ولا تلتفت إلى قوله. فلما أبى عليها
صاحتْ عليه، فجاءوا، فقالت: إن هذا دخل عليَّ يريدني عن نفسي، فوثبوا عليه وجعلوا يضربونه وأوثقوه.
فلما صلى عمرُ الغداة فقده، فبينا هو كذلك إذ جاءوا به في وَثاقٍ،
فلما رآه عمر قال: اللهم لا تُخْلِفْ ظني به.
قال: ما لكم؟ قالوا: استغاثت امرأةٌ بالليل، فجئنا فوجدنا هذا الغلام عندها، فضربناه وأوثقناه،
فقال عمر رضي الله عنه: اصدُقْني. فأخبره بالقصة على وجهها،
فقال له عمر رضي الله عنه: أتعرف العجوز؟ فقال: نعم، إن رأيتُها عرفتُها. فأرسل عمرُ إلى نساء جيرانها وعجائزهن، فجاء بهن فعرضهنَّ، فلم يعرفها فيهن،
حتى مرت به العجوزُ فقال: هذه يا أمير المؤمنين. فرفع عمر عليها الدِّرَّة، وقال: اصدقيني. فقصت عليه القصة كما قصها الفتى، فقال عمر: الحمد لله الذي جعل فينا شبيه يوسف (روضة المحبين لابن القيم ص462، وذم الهوى ص253-254).
لا يزال الإيمان القوي هو العاصم بفضل الله من الفواحش، ولا يزال الخوف من الله هو السبيل الأقوم لمواجهة ثورات الغرائز، وها أنت ترى هذا الشاب المتردد على المسجد المحافظ على الصلوات ينجح في اختبار الفتنة، ويتحمل الأذى، ولا يطاوع داعي الشهوة، ولا يستجيب لضغط التهديد بالفضيحة، معتصماً بحبل الله، متأسِّياً بيوسف عليه السلام، فكان الله معه بالحفظ والتأييد، فضلا عما أعدَّ له من الأجر
(وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى. فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى) (النازعات: 40-41). ونَهْيُ النفس عن الهوى أي نهيها عما حرم الله عليها، فإذا هم بالمعصية ذكر مقامه للحساب فتركها،
وقد وصف الله من اتبع هواه وصفا قبيحاً، فقال تعالى (وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آَتَيْنَاهُ آَيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ. وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ) (الأعراف: 175-176)،
ولهذا حذر من اتباعه، فقال(وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللهِ) (ص: 26).
وكثير ممن يستجيب لهواه ربما يتذرع بالضعف أمام الغريزة، أو أمام الضغوط المادية والمعنوية التي تمارس بصورة سافرة من خلال الأزياء الفاضحة، والإعلانات الماجنة، والإعلام المثير، وغير ذلك من الأدوات الشيطانية التي يستخدمها أهل الغواية لقتل الفضيلة ونشر الرذيلة، وإفساد شباب الأمة وفتياتها، ومع أن دعاة الفساد الأخلاقي بلغوا في هذا العصر حداً غير مسبوق في التفنن لإثارة الغرائز وهدم الأخلاق، فإن العامل الأكبر في مواجهة هذه الحملة الشيطانية يعتمد على تقوية الإيمان وتنمية الخوف من الله، وزرع الثقة في نفوس شبابنا وفتياتنا بالقدرة على صد هذه الموجة التي تسعى لتدمير كل ما هو جميل، وإباحة كل ما هو حرام، وطمس كل ما هو مشرق من أخلاقنا وقيمنا.
وإني أقول لأبنائنا وبناتنا: إن إثارة الغرائز والاحتيال لقضاء الوطر الحرام هو أمرٌ ممتد عبر تاريخ البشرية، بين مدٍّ وجزر، فكلما زاد رسوخ الإيمان في القلوب ضعفت الدعوة للفجور، والعكس بالعكس، وهاكم بعض الأمثلة لرجال ونساء اعتصموا بالله، فحفظهم الله:
ذكر أبو الفرج ابن الجوزي (في المنتظم)
وغيره أن امرأةً جميلةً كانت بمكة، وكان لها زوج، فنظرت يوماً إلى وجهها في المرآة، فقالت لزوجها: أترى أحداً يرى هذا الوجه ولا يُفتَتن به؟ قال: نعم. قالت: من؟
قال: عبيد بن عمير. قالت: فائذن لي فيه فلأفتنَّنه. قال: قد أذنت لك. قال: فأتته كالمستفتية، فخلا معها في ناحية من المسجد الحرام، فأسفرت عن وجهٍ مثل فلقة القمر،
فقال لها: يا أمة الله استتري.
فقالت: إني قد فُتِنْتُ بك. قال: إني سائلك عن شيءٍ، فإن أنت صدقتِني نظرتُ في أمرك.
قالت: لا تسألني عن شيء إلا صَدَقْتُك.
قال: أخبريني لو أن ملَك الموت أتاكِ ليقبض روحكِ أكان يسرُّكِ أن أقضيَ لك هذه الحاجة؟ قالت: اللهم لا.
قال: صدقت، قال: فلو دخلتِ قبرَك وأُجْلِسْتِ للمساءلة أكان يسرُّكِ أني قضيتُها لكِ؟ قالت: اللهم لا.
قال: صدقتِ، قال:
فلو أن الناس أُعْطُوا كتبَهم ولا تدرين أتأخذين كتابكِ بيمينكِ أم بشمالكِ أكان يسرُّكِ أني قضيتها لكِ؟ قالت: اللهم لا. قال: صدقت،
قال: فلو أردتِ الممرَّ على الصراط ولا تدرين هل تنجين أو لا تنجين أكان يسرُّكِ أني قضيتُها لكِ؟
قالت: اللهم لا. قال: صدقت،
قال: فلو جيء بالميزان وجيء بكِ فلا تدرين أيخفُّ ميزانُكِ أم يثقل أكان يسرُّكِ أني قضيتُها لكِ؟
قالت: اللهم لا.
قال: فلو وقفتِ بين يدي الله للمساءلة أكان يسرُّكِ أني قضيتُها لكِ؟ قالت: اللهم لا. قال: صدقت،
قال: اتقي الله فقد أنعم الله عليك وأحسن إليك.
قال: فرجعت إلى زوجها، فقال: ما صنعتِ؟
قالت: أنت بطال ونحن بطالون. فأقبلت على الصلاة والصوم والعبادة، فكان زوجها يقول: ما لي ولعبيد بن عمير أفسد عليَّ امرأتي، كانت في كل ليلة عروساً، فصيَّرها راهبة.
وهذا ليس بعجيب من الرجال، ولكنه من النساء أعجب،
وكانت بعض النساء المتعبدات وقعت في نفس رجل موسر وكانت جميلة، وكانت تُخْطَب فتأبى، فبلغ الرجل أنها تريد الحج، فاشترى ثلاثمائة بعير،
ونادى: من أراد الحج فلْيَكْتَرِ من فلان،
فاكترت منه المرأةُ،
فلما كان في بعض الطريق جاءها فقال: إما أن تزوجيني نفسكِ وإما غير ذلك.
فقالت: ويحك اتق الله! فقال: ما هو إلا ما تسمعين، والله ما أنا بجمَّال ولا خرجت إلا من أجلك.
فلما خافت على نفسها قالت: ويحك، انظر أبقي في الرجال عينٌ لم تَنَمْ.
فقال: لا، ناموا كلهم.
قالت: أفنامت عين رب العالمين؟ ثم شهقت شهقةً، خرت ميتةً،
وخرَّ الرجل مغشيّاً عليه، فلما أفاق قال: ويحي! قتلتُ نفساً، ولم أبلغ شهوتي (القصتان في روضة المحبين لابن القيم ص340، و466، وفي الكتاب قصص كثيرة في هذا الباب). أسأل الله أن يجعلنا أعفة مؤمنين، وأن يحفطنا من كيد شياطين الإنس والجن أجمعين. وصل اللهم وسلم وبارك على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
كليفارو مــــشرف عـــــــــــــام
عدد المساهمات : 458تاريخ التسجيل : 30/04/2009
موضوع: رد: هل نحن أشباه يوسف عليه السلام .......؟ الأربعاء مايو 13, 2009 8:27 am
يسلمووووووووووووووو حبيبى الغالى الشيخ أيوب ربى يكرمك يارب وفى انتظار المزيد وتقبلو مرورى المتوااااااااااااضع عليكم ـــــــــــــــــــــــــــــــــ الله يحبك يارب
الشيخ أيوب الــــــــمراقب الـــعام
عدد المساهمات : 184تاريخ التسجيل : 27/04/2009
موضوع: رد: هل نحن أشباه يوسف عليه السلام .......؟ الأربعاء مايو 13, 2009 1:54 pm
بارك الله فيك اخي وحبيبي كليفرو
وجزاك الله خيرا
واشكر مرور الطيب لا حرمنا الله منك
mafeshamaaan ...
عدد المساهمات : 104تاريخ التسجيل : 27/04/2009
موضوع: رد: هل نحن أشباه يوسف عليه السلام .......؟ السبت مايو 23, 2009 1:01 am
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اللهم اجز كاتب الموضوع وقارئه خيرا كثيرا بارك الله فيكم وجزاكم الله عنا خير الجزاء موضوع رائع اللهم وحد صفوف المسلمين في كل مكان وفي كل وقت
اثابكم الله الجنة ونعيمها
نور الاسلام مــــــــمـــــــــيـــــــــــــــز
عدد المساهمات : 216تاريخ التسجيل : 27/04/2009
موضوع: رد: هل نحن أشباه يوسف عليه السلام .......؟ السبت مايو 23, 2009 1:24 am
جزاك الله خيرا ياشــــــــــــيخ ايوب على مواضــــــــــــــيعك الرائعة
شهد مــــشرف عـــــــــــــام
عدد المساهمات : 554تاريخ التسجيل : 28/04/2009
موضوع: رد: هل نحن أشباه يوسف عليه السلام .......؟ السبت مايو 23, 2009 2:27 am
يالله فين احنا من الناس دى ربنا يثبتنا يارب ربنا يجازيك كل خير شيخنا الفاضل ويكتبة فى ميزان حسناتك ويبارك فيك ويرضى عليك برضاة
الشيخ أيوب الــــــــمراقب الـــعام
عدد المساهمات : 184تاريخ التسجيل : 27/04/2009
موضوع: رد: هل نحن أشباه يوسف عليه السلام .......؟ الأحد مايو 24, 2009 4:08 pm