حوار بين أرنبين
قال الأرنب مخبرا صديقه وهو يبكي بعد أن رأي أخيه وقد أكلته الذئاب
- قتلوه .. ثم أكلوه
- لا تبك .. إنه أجله .. فلكل أجل كتاب
- تعني أنه لا ذنب علي القاتل !!
- لم أقل هذا
- إذا ماذا تعني؟
- أعني أن من قتلوه لم ينقصوا من عمره شيئا
- لكنهم قتلوه
- ونحن قتلناه قبل أن يقتلوه
- نحن قتلناه !!!!!!ّ
- نعم .. نحن قتلناه قبلهم
- كيف ؟
- عندما رأينا المجرم وقد تربص بأخينا ليقتله .. وخلينا بينه وبين قاتله .. فذاك قتلنا إياه
- لا .. لم نقتله بل قتله الذئب
- كذبت وكذب أمثالك .. وستظل تكذب أنت وأمثالك حتي يقتلونا جميعا
- ولم نكذب ؟
- لأنكم تظنون أنه بكذبكم هذا ستنجون بأنفسكم منهم .. وعلي رأي المثل الخايب "عيش جبان تموت مستور"
- إنهم لا يريدون منا شيئا ؟ فقط يريدوننا مسالمون وديعون .. ولا شأن لنا بما يحدث في الغابة فهم أصحاب أنياب وقادرون علي افتراس أي من تسول له نفسه أن يقترب من الغابة.
- وأراك نسيت شيئا هاما
- ما هو ؟
- نسيتم أيها الأغبياء قول الشاعر "مخطئ من ظن يوما أن للثعلب دينا"
- نحن أغبياء !!؟؟
- قطعا ..
- وما دليلك ؟
- التاريخ
- وماذا في التاريخ !!!
- اقرأ التاريخ .. وتأمل أحداثه .. هل رأيت علي مر العصور ذئبا في أي غابة يصادق أرنبا؟ .. هل رأيت طوال التاريخ ذئبا يدعو لأرنب بطول البقاء وبعيش السعداء ؟ .. وهل قرأت في أي كتاب من كتب التاريخ أن الذئاب قامت بحراسة الغنم؟
- لا .. لكننا نعيش الآن في الغابة بقوانين جديدة.. وبدأنا خطة لإصلاح أحوالنا بداخلها .. فقد طلبوا منا ألا نأكل العشب الأخضر حتي نحافظ علي جمال الغابة فوافقنا ..واكتفينا بأكل القمامة وما تلقي به الأشجار .. وذاك حتي نحيا في سلام داخل الغابة.
- تلك خدعة أخري .. وكم من مرة خدعونا
- وما الخديعة هنا؟
- حين يتيقنون أنهم ليسوا في حاجة إلينا .. فلا أمن ولا سلام وسيقولون لنا كما يقولون في الاعلانات "إنس ياعمرو.."
- أ بهذه الخسة!! .. نحن نحيا الآن في غابة تحكمها حيوانات متحضرة وقوانين متطورة.
- ألم أقل إنك غبي !!
- أي غباء .. هل لابد أن أقبل بنظريتك حتي لا أكون غبيا كما تقول؟؟!!
- يا صديقي ليس لي نظرية .. إنني فقط أقرأ الحاضر بعين التاريخ
- أي تاريخ ؟
- تاريخهم معنا .. ماذا فعلوا بنا وماذا فعلوا معنا .. بماذا وعدونا وماذا أعطونا .. ماذا فعلنا وبماذا اتهمونا .. ماذا أعطيناهم وماذا أخذوا منا .. كيف آويناهم وهم مطرودين وكيف طردونا ونحن آمنين.
- ماذا تقصد ؟
- أقصد أنك مهما فعلت .. فهم في النهاية قاتلوك .. أو آكلوك
- أويفعلون!!
- هذا هو خيارهم الاستراتيجي .. واسمع مني هذه القصة التي حكاها لي أبي لعلك تعي ما أريد
- تفضل
- سار الذئب يوما في الغابة جائعا يبحث عن طعام فقابل شبلا فسأله الذئب "لماذا لم تلبس حذاءك اليوم؟ فأجاب الشبل " إليك عني وإلا استنجدت بعائلتي .. " فتركه الذئب خوفا من عائلته .. ثم التقي أرنبا فسأله نفس السؤال "لماذا لم تلبس حذاءك اليوم؟" فارتعد الأرنب وأجاب "سوف أرتديه غدا" .. فتصنع الذئب الغضب وهو يقول "نحن في غابة متحضرة أيها المتخلف" ثم أكل الأرنب .. وفي كل مرة يلتقي الذئب أرنبا آخر يسأله نفس السؤال ويتحير الأرنب في الإجابة ثم يأكله الذئب .. وعبثا حاولت الأرانب البحث عن إجابة ترضي هذا الذئب .. أو تجد لها راعيا يحميها من الذئب .. ولما أحست الأرانب بالخطر وأنها سوف تؤكل واحدا بعد الآخر .. ذهبت إلي الثعلب واشتكت إليه الذئب فنادي الثعلب علي الذئب ونهره وهو يغمز له بعينه ثم أخذه بعيدا وقال له ياأيها الذئب ليس كذلك تؤكل الفريسة في الغابات المتحضرة .. ولكن سأعلمك طريقة فاسمع مني " إذا قابلت الأرنب فقل له أحضر لي عنقودا من العنب فإن أحضر لك عنبا أخضر فتصنع الغضب وقل له لماذا لم تحضر عنبا أحمر وإن أحضره أحمر فتصنع الغضب وقل له لماذا لم تحضره أخضر .. حينئذ تأكله ولا حرج لأنه لم ينفذ قراراتنا .. أما مسألة الحذاء فكلنا يعرف أن الأرانب لا تلبس أحذية ولا أنا ولا أنت أيضا نلبسها .. فوافق الذئب علي فكرة الثعلب .. وعندما التقي الذئب أرنبا في اليوم التالي ناداه وأمره أن يأتيه بعنقود من العنب فسأله الأرنب "أحمر أم أخضر؟" فبادره الذئب قائلا "لماذا لم تلبس حذاءك اليوم؟" ثم أكله.
- هل تأذن لي بالانصراف
- إلي أين؟
- سوف أشتري حذاء
أرجو من الله ان تكون الرساله وصلت
و الله من وراء القصد
تقبلوا تحياتى
منقول