بسم الله الرحمن الرحيم
وبه نستعين
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حيات الصحابي الجليل سعد بـن أبي وقاص رضي الله عنه :
هو سعد بن مالك بن وهيب بن عبد مناف بن زهرة القرشي الزهري ، أبو إسحاق.
من أوائل المسلمين، سابع سبعة أسلموا .
أسلم وسنه سبع عشرة سنة، وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة، وأحد أصحاب الشورى الستة الذين اختارهم عمر عند وفاته،
لاختيار خليفة منهم..
وحينما أسلم امتنعت أمه من الطعام والشراب، فقال لها: تعلمين والله لو كانت لك مئة نفس فخرجت نفساً نفساً ما تركت ديني هذا الشيء إن شئت فكلي وإن شئت فلا تأكلي. فنزلت هذه الآية: (وإن جاهداك على أن تشرك بي ما ليس لك به علم فلا تطعهما وصاحبهما في الدنيا معروفاً ) ، وكان ممن نزل فيهم قوله تعالى: (ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه) كان من المتقدمين في الإسلام, وكان مجاب الدعوة, مشهورا بذلك.
وهو أول من أراق دما في سبيل الله، وذلك حين اعترض المشركون سبيل المسلمين، عندما أرادوا الصلاة في أحد شعاب مكة، فضرب سعد رجلا من المشركين بعظم جمل فشجه، فكان أول دم أريق في الإسلام. وهو أول من رمى بسهم في سبيل الله .
أيضا.. لقب بفارس الإسلام...
شهد جميع الغزوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم، شهد بدرا, وأبلى بلاء حسنا يوم أحد، فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم: ارم فداك أبي وأمي.... وكان النبي صلى الله عليه وسلم إذا أقبل عليه سعد قال لأصحابه: هذا خالي،
وفي عام :
حجة الوداع مرض سعد مرضاً شديداً فجاء النبي صلى الله عليه وسلم يعوده، فوضع يده على جبهتة فمسح وجهه وصدره وبطنه وقال: اللهم اشف سعداً وأتم له هجرته.
اللهم أصلح قلبه وجسمه واكشف سقمه … اللهم سدد سهمه وأجب دعوته وحببه إلى عبادك.. وروي أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أرق ذات ليلة فقال: ليت رجلاً صالحاً يحرسني الليلة؟ فإذا بالباب سعد يقول: أنا أحرسك يا رسول الله، فدعا له صلى الله عليه وسلم ثم نام، ورُوي أيضاً أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: أول من يدخل علينا رجل من أهل الجنة. فدخل سعد، ثلاثة أيام يقولها صلى الله عليه وسلم ويدخل سعد، فاحتال عليه عبد الله بن عمر لينظر ما يعمل فيقتدي به وينال ما ناله سعد، فقال له سعد: إني لا أجد في نفسي سوءاً لأحد من المسلمين ولا أنوي له شراً.
تولى قتال فارس أيام عمر بن الخطاب وفتح الله على يده أكثرها.
كان له فتح القادسية وبفتحها فتحت أبواب العراق وفارس أمام العرب, فكان قائدا للجيش الذي هزم الفرس بالقادسية، ولاه عمر على العراق، وكذلك ولاه عثمان على الكوفة.
وعزله عمر عنها لما شكاه أهلها بالباطل, ودعا على شاكيه واستجاب الله لدعائه فنكبوا.. وفي زمن الفتنة اعتزل سعد الفريقين, ولم يشترك فيما حدث من فتنة بعد مقتل عثمان ولم يحضر الجمل ولا صفين ولا التحكيم.
وهو الذي فتح مدائن كسرى، وهو الذي بنى الكوفة.
ولما حضرته الوفاة طلب أن يكفنوه في ثوبه الذي حارب فيها المشركين يوم بدر.
وكانت وفاته بمنزله في العقيق سنة خمس وخمسين للهجرة، وحمل إلى المدينة وصلى عليه مروان بن الحكم، وصلت عليه أمهات المؤمنين رضي الله عنهن, و دفن بالبقيع... وكان آخر العشرة المبشرين بالجنة موتاً وآخر المهاجرين أيضاً رضي الله عنهم جميعا ً, هذا وصلوا وسلموا على سيدنا ونبينا محمد صلى الله عليه وسلموا على آله وصحبه وأزواجه الطاهرات أمهات المؤمنين والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين